نفس الأخوة ، والأخوة معنى يعقل بالقياس إلى غيره لذاته ، والثاني أن تعتبر الإضافة إلى موضوعها كالبياض ، فإن (50 ا) البياض له إضافة إلى موضوعه من وجه واحد ، وهى كونه محمولا ، وكون موضوعه حاملا. وهذا الكون مضاف لذاته لا بإضافة أخرى ، أى لا بد ذلك المعنى يعقل بالقياس إلى غيره كما يعقل الرجل إلى الرجل بسبب الأخوة ، والأخوة معقولة بالقياس إلى غيره بالكون فيه ، وهذا الكون هو نفس الإضافة ، والكون في الموضوع هو إضافة عارضة. وكل شىء عارض لشىء فهو مضاف إلى موضوعه ، ونسبته إلى ذلك المحل نسبة إضافة كالبياض مضاف إلى الجسم الأبيض ، وهذا النوع من الإضافة أعنى كونه فى شىء إضافة عارضة للإضافة ، فيكون تقدير الإضافة فى هذا الموضوع ليس هو بإضافة أخرى ، فإن هاهنا حاملا ومحمولا ، وكونه محمولا ليس بإضافة أخرى.
الأبوة والبنوة هما نفس الإضافة ، وليستا مضافين بإضافة أخرى ، وتعقل ماهية كل واحد منهما بالقياس إلى غيرها كما لا يعقل الرجل إلى الرجل بواسطة الأبوة والبنوة. وهيئة العلم عارضة للعالم كإضافة الرأس إلى ذى الرأس التي هى إضافة باضافة أخرى.
الإضافة هى معنى إذا عقل كانت ماهيته معقولة بالقياس إلى غيره بذاته : لا بإضافة أخرى ، فتصير الإضافات بذلك متناهية ، وهو فى ذاته غير معقول بالقياس إلى غيره إذا لم يعقل.
الجوهر من حيث هو جوهر معنى إذا وجد كان وجوده لا فى موضوع ، والمعقول منه هذا ، وهو لازم من لوازمه وهو أنه إذا وجد كان وجوده لا فى موضوع وهذا المعقول منه هو عرض فى النفس.
الشيء المفارق لا يصح أن تتكثر أشخاص نوعه. فإن التكثر إما بالفصول وهذا نوع واحد ، أو بالمواد فلا مادة هناك ، أو بالأعراض. واللازم منها يشترك الجميع فيه فلا يتكثر وما يكون عنه لازم فيكون عروضه بسبب ، وذلك السبب يجب أن يكون قابلا ، وهو المادة ، وقد فرض أنه غير مادى هذا خلف.
الاشتراك لا يقع فى عين الشيء ، بل فى حده. فإن عين الحيوانية والإنسانية لا بمعنى الحد لا تقع فيها الشركة ، وما يعرض لطبيعة الحيوانية والإنسانية فلا تختلف فيه الموضوعات والأشخاص كالبياض والسواد ، والعلم فان ذلك كله معان مستقرة فى حقيقة الإنسانية وطبيعتها ، فيجب أن تقع فيه الشركة ، وسبيله سبيل الإضافات التي يجوز أن يقع بها التمايز ، فإذن لا يجوز أن يكون معنى واحد موجودا فى كثيرين لا بمعنى الحد.
Page 144