قوله عليه السلام: وأبو ذر الغفاري
بفتح المعجمة وتشديد الراء المعجمة وتخفيف الفاء.
قال في المغرب: أصل الغفر الستر، وغفار حي من العرب إليهم ينسب أبو ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري.
وقد صح عنه صلى الله عليه وآله عند العامة والخاصة: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر لهجة. وفي رواية: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفي من أبي ذر (1).
وفي طريق العامة من الصحاح في مصابيحهم ومشكاتهم أن أبا سفيان أتى على سلمان وأبي ذر وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش (2) وسيدهم، فأتى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك، فأتاهم فقال:
يا اخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا يغفر الله لك.
قوله عليه السلام: ثم عرف الناس بعد يسير
أي تنبهوا وتعرفوا واستيقنوا الامر واتبعوا الحق ورجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد زمان يسير، وأزاحوا عن صدورهم وساوس تشكيكات المشككين، وعن ذلك التعبير في كتب الرجال بالرجوع إلى أمير المؤمنين عليه السلام، كما يقولون مثلا أبو سعيد الخدري مشكور من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
Page 27