يعني: اضربوا خيامكم بوادي العقيق -وهو معروف بظاهر المدينة النبوية- وانزلوا به.
قلت:
وقد يستأنس لذلك على نكارته وشذوذه بل وعدم تسليمه لفظًا وتأويلًا بحديث عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله ﷺ وهو بوادي العقيق يقول:
«أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة» . رواه البخاري وأبو داود وابن ماجه وغيرهم في كتاب الحج.
لكن دعوى حمزة هذه خلاف الظاهر المتبادر إلى الذهن من باقي ألفاظ التختم التي ذكرناها في لبس الخاتم، الصريحة التي لا تقبل التأويل بوجه، القاطعة بأن المراد لبس خاتم العقيق وهو الحجر المعروف المتخذ منه الفصوص والخواتيم وما في معناه من الجواهر في الأصبع، تزينا كالتختم بالفضة ونحوها، لا التخيم وهو ضرب الخيمة والنزول بوادي العقيق المشار إليه. فهي منه دعوى مردودةٌ لأنها عدولٌ عن الظاهر المتعين من غير حاجة، وانفرادٌ بما لم يقله سواه، ونسبةٌ لمن يروي الحديث على وجهه إلى التصحيف بغير مستند. ولا أدري ما أوقعه في ذلك مع أن ابن الجوزي قد كفانا هذه المؤنة في «موضوعاته» بعد أن ساق أحاديث التختم بالعقيق بألفاظ
1 / 21