صدق الضمير، وكما تعرف الزيادة في العلى إذ جريت غاية طولك، جهلنا غاية الثناء عليك، فليس لك من الناس غلا ما ألهمو من محبتك، فأنت كما وصف الواصف إذ يقول:
فما تعرف الأوهام غاية مدحه ... يقينًا كماليست بغايته تدري
(١٦٩) وعن محمد بن سلام، قالَ: قالَ سلمّان الفارسي: اطلبوا العلم تستغنوا به في الناس عن علمّاء السوء، ولا تشهروا انفسكم فتهلكوا، فإنه لم يعص الله بشئ بعد الكفر شر ولا أضر على العبد من طلب الرئاسة في الدنيا بالدين. واعلموا أن الابقاء على العمل حتى يخلص لله ﷿ أشد من العمل.
(١٧٠) وعن الأَصمعي، قالَ: سمع يونس بن حبيب رجلًا ينشد:
استودع العلم قرطاسًا فضيعه ... وبئس مستودع العلم القراطيس
فقال: قاتله الله، ما اشد صبابته بالعلم، وصيانته للحفظ، ان علمك من روحك، ومالك من بدنك، فصن علمك صيانتك روحك، ومالك صيانتك بدنك.