جرير بن بهيس ولقبه العطرق على العرق موضع قريب من البصرة، كانت فيه إبل للحجاج يسقي الناس ألبانها فخرج الحكم متنزها إلى العرق، فأتى بغدائه، فدعا العطرق فتغدى معه، وجاؤا بدراجة، فتناول العطرق فخذها، فأنتزعها، فعزله الحكم، وأستعمل مكانه نويرة بن شقيق المّازني. فقال نويرة:
قد كان بالعرق صيد لو قنعت به ... فيه غنى لك عن دراجة الحكم
وفي عوارض ما تنفك تأكلها ... لو كان يشفيك لحم الجزر من قرم
وفي وطاب مملاة مثممة ... فيها الصريح الذي يشفي من السقم
ثم استعمل الحكم رجلا من بني ضبة، يقال له المحلق فقال نويرة:
أبا يوسف لو كنت تعرف طاعتي ... ونصحي إذن ما بعتني بالمحلق
ولا اعتل سراق العراقة صالح ... على ولا كلفت ذنب العطرق
قالَ: أبو بكر: يعني صالح بن أبي كدير المّازني، وكان على استخراج للحجاج، فدفع اليه رجلًا، ليستخرج منه مالًا، فدفنه حيًا، فلقبه الحجاج قفل الأمانة.
1 / 143