ففوض إلى الله الامور اذا اعترت ... وبالله لا بالاقربين فدافع
فقال مروان: احسنت، ولو قلت:
وفوض إلى الرحمن امرك انه ... اذا حم لم يشسع به الدهر شاسع
كان احسن. فاقبل عبد الله ينشده، كالمتعجب، فقال مروان:
ومن يشأ الرحمن يخفض بقدره ... وليس لمن لا يرفع الله رافع
فقال عبد الله: وما يستوي عبدان: عبد مظلم عتل لارحام الاقارب قاطع فقال مروان:
وعبد تجافى جنبه عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو راكع
واشار اغلى نفسه، فقال عبد الله:
وللخير اهل يعرفون بهديهم ... اذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
فقال مروان:
وللشر اهل يعرفون بسلبهم ... تشير اليهم بالفجور الاصابع
واشار إلى عبد الله، فقال عبد الله: وفينا، ثم سكت.
فقال له مروان: اخرستك. فقال: لا.
فقال مروان: لعلك اردت ان تقول:
وفينا اناس لم تكن اقعدتهم ... عن الخير فيمن اقعدته المطامع
1 / 136