عليهم، فَغَضِبَ غَضَبًا شَديدًا، ثم قال: ما لِقَوْمٍ يَستأْثِروُن على خُدّامهم؟ فَعلَ الله بهم وفَعل. ثم قال للخُدّام: اجلْسِوا فكُلُوا، فقعدَ الخُدّامُ يأْكلون، ولم يأْكل أَمير المؤمنين.
(١٦) وعن عبد الله بن المُبارك، قال: اشترى عمرُ بن الخطاب أعراضَ المسلمين من الحُطَيْئة بثلاثة آلاف درهم، فقال الحُطَيْئة:
واخَذْتَ أَطْرار الكلام فَلم تَدَعْ ... شَتْمًا يَضُرُّ ولا مَدِيحًا ينفعُ
ومَنَعْتَني عِرَض البَخيلِ فَلَمْ يَخَفْ ... شَتْمي فأصبحَ آمنًا لا يَفْزَعُ
(١٧) وأَنشَدَ الأَصمعي ولم يذكر قائلًا:
تُبْدِي لَك العَيْن ما في نَفْسِ صاحبِها ... من الشَّناءة، أو وُدًّا إذا كانا
إنَّ البغيضَ له عينٌ يصدُّ بها ... لا يستطيع لِمّا في الصَّدْرِ كِتمانا
وعين ذي الوُدِّ ما تَنْفَكُّ مقبلَةً ... تَرى لها مَحْجِرًا بَشَّا وانسانَا
والعينُ تنطقُ والَأفواه صَامِتةٌ ... حتى تَرى من ضميرِ الْقلبِ تِبْيانا
(١٨) وعن الأَصمعي قال: اسْتُعْمِلَ أسلم بن زُرارة الكَلْبي على خراسان، فكان ينبِشُ قبورَ الأَعاجم، لأَنهم كانوا يَدْفِنُون مَعهم الذَّهب والفضة، وكان عليها قبلة الحَكَمُ بنُ عَمرو الغِفارِيّ، فقال بَيْهُس بنُ صُهَيبٍ الجرْميّ:
1 / 80