138

Al-taʿlīq ʿalā al-Muwaṭṭaʾ fī tafsīr lughātih wa-ghawāmiḍ iʿrābih wa-maʿānīh

التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه

Editor

الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين (مكة المكرمة - جامعة أم القرى)

Publisher

مكتبة العبيكان

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠١ م

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genres

قَوْلَهُمْ: قَدْ كَانَ مِنْ مَطرٍ أَنّها "مِنْ" الَّتي يُرَادُ بِهَا التَّبْعِيْضِ، وَفِي الكَلامِ حَذْفٌ، تَقْدِيْرُهُ: قَدْ كَانَ صَوْبٌ مِنْ مَطَرٍ، أَوْ جُزْءٌ ونَحْوٌ ذلِكَ، ويَجِبُ أَن يَكُوْنَ تَقْدِيْرُ الحَدِيْثِ على مَذْهَب سِيْبَوَيْهِ: وَقَدْ رَأَى مَا عَظُمَ عَلَيْهِ مِنْ فَزَعِهِمْ، أَوْ دَائِرًا مِنْ فَزَعِهِمْ مَا عَظُمَ عَلَيْهِ، ونَحْوَ ذلِكَ، فَحَذَفَ بَعْضَ الكَلامِ اخْتِصَارًا، كَمَا حَذَفَ مِنْ قَوْلهِ: "يَا بِلالُ" والعَرَبُ تَحْذِفُ من الكَلامِ مَا لَا يتِمُّ المَعْنَى إلَّا بِهِ إِذَا فُهِمَ المُرَادُ كَقَوْلهِ تَعَالى (١): ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ﴾ المَعْنَى: فَحَلَقَ؛ لأنَّه لَا تَلْزَمُهُ فِدْيَةٌ إِلَّا أَنْ يَحْلِقَ، وَكَذلِكَ قَوْلُه (٢): ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ﴾ المَعْنَى: واللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ فَعِدَّتُهُنَّ كَذلِكَ، ومِثْلُهُ قَوْلُ النَّمِرِ بنِ تَوْلَبٍ (٣):

(١) سورة البقرة، الآية: ١٩٦.
(٢) سورة الطلاق، الآية: ٤.
(٣) النَّمرُ بنُ تَوْلَبِ بنِ زُهَيْرٍ العُكْلِيُّ، شَاعِرٌ جاهِلِي، أَدْرَكَ الإسْلامَ فَأسْلَمَ، ولَهُ صُحْبةٌ وَوفَادَةٌ عَلَى النَّبِي ﷺ، كَانَ سَيِّدًا، كَرِيْمًا، لم يَمْدَحْ أحَدًا ولا هَجا أَحَدًا، من ذَوي النعْمَةِ والوَجَاهَةِ. مَاتَ في زَمَنِ عُمَرَ ﵁ يْمَا يَظْهَرُ. جَمَعَ شِعْرُهُ الدُّكْتُور نوري حمُّودي القيسيُّ، وطبع في بغداد سنة (١٩٦٨ م) ثمَّ ألحقه في شعراء إسلاميُّون بَعْدَ ذلِك.
أَخْبَارُهُ في: الأغاني (٢٢/ ٢٧٣)، والإصابة (٦/ ٤٧٠)، وخِزَانَة الأدب (٣٢١)، شعره "شعراء إسلاميّون" (٣٧٨) وصَدْرُهُ هُنَاكَ:
* فإنَّ المَنِيَّةَ مَنْ يَخْشَهَا *
ويُراجع: تأويل مشكل القرآن (١٦٨)، والمَعاني الكبير (١٢٦٤)، وأدب الكاتب (٢١٤)، وشرحه "الاقتضاب" (٣/ ١٨٤)، وشرحه للجوليقي (٢٥٨)، والجمل (٢٧٣)، وشرح أبياته "الحُلَل" (٣٤٤)، وهو في التصريح (٢/ ٢٥٢)، وغيرها. وقبل البيت: =

1 / 41