بل صح أنه كان من دعاء سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج: اللهم ارزقني مجدًا وحمدًا فإنه لا مجد إلا بمال، ولا حمد إلا بفعال.
وكان سبب ميتة أخيها صخر أنه شهد حربًا فأبلى فيها وتقدم، فحمل عليه رجل من القوم فطعنه في خاصرته، فتحامل في الجراحة فجوي منها ولم يفصد فخرج منها كمثل اليد، وأضنته حولًا أو حولين لا ينبعث، فسمع من يسأل امرأته عن علته، وأين بلغت منه، فقالت امرأته قولًا يدل على البرم به، والملل لصحبته: لا حي يرجي، ولا ميت فيحتسب.
والتفت إلى أمه فإذا دموعها تجري فقال: الطويل
أرى أمّ صخر ما تجفّ دموعها ... وملّت سليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازةً ... عليك، ومن يغترّ بالحدثان
فأيّ أمريءٍ ساوى بأمٍّ حليلةً ... فلا عاش إلاّ في شقًا وهوان
لعمري لقد نبّهت من كان نائمًا ... وأسمعت من كانت له أذنان
أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه ... وقد حيل بين العير والنّزوان
فلما رأى ذلك برم بتلك الخراجة من جنبه، فأشاروا بقطعها ففعل، فلما قطعها يئس من نفسه، ففي ذلك يقول: الطويل
أجارتنا إنّ المنون قريب ... من النّاس كلّ المخطئين تصيب
كأنّي وقد أدنوا إليّ شفارهم ... من البزل أحوى الصّفحتين نكيب
أجارتنا لا تسأليني فإنني ... مقيمٌ لعمري ما أقام عسيب
قال أبو عبيدة: وعسيب: جبل معروف، فقبره هناك معروف المكان.
قوله من البزل:
1 / 118