ويروى من غير وجه أن حسان بن ثابت دخل على النابغة الذبياني فتلقته الخنساء خارجةً من عنده، فأنشده قصيدته التي يقول فيها: الكامل
أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريم المفضل
يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل
فقال: إنك لشاعر وإن أخت بني سليم لبكاءة.
قال أبو العباس: فمما قدمناه من شعرها واستحسناه من تخلصها قولها: المتقارب
أعينيّ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر النّدى؟
ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السّيّدا؟
فجعلته ساد حدثًا ووكدت ذلك وزادت فيه وأوضحته بأن قالت:
طويل العماد عظيم الرّما ... د ساد عشيرته أمردا
إذا القوم مدّوا يأيديهم ... إلى المجد مدّ إليه يدا
فنال الّذي فوق أيديهم ... من المجد ثمّ نما مصعدا
يكلّفه القوم ما عالهم ... وإن كان أصغرهم مولدا
ترى المجد يهوي إلى بيته ... يرى أفضل الزّاد أن يحمدا
فقرنت له المجد بالحمد.
ويقال:
1 / 117