وهذا يشبه قول التيمي في يزيد بن مزيد: الوافر
لقد عزّى ربيعة أنّ يومًا ... عليها مثل يومك لا يعود
وقال حارثة بن بدر الغداني يرثي زيادًا: البسيط
صلّى الإله على قبرٍ وطهّره ... عند الثّويّة يسفى فوقه المور
زفّت إليه قريشٌ نعش سيّدها ... فالجود والحزم فيه اليوم مقبور
أبا المغيرة والدّنيا مفجّعةٌ ... وإنّ من غرّت الدّنيا لمغرور
قد كان عندك للمعروف معرفةٌ ... وكان عندك للنّكراء تنكير
وكنت تغشى وتعطي المال من سعةٍ ... إن كان بابك أضحى وهو مهجور
فالنّاس بعدك قد خفّت حلومهم ... كأنّما نفخت فيها الأعاصير
وقال خليد عينين يرثي المنذر بن الجارود العبدي وكانت بحرية ابنة المنذر تحت عبيد الله بن زياد، ومات المنذر بالسند في موضع يقال له قصدار: السريع
بحريّ، قومي فاندبي منذرًا ... وابكي ابن بشرٍ سيّد الوافدين
وأبكي أبا الأشعث لمّا ثوى ... بالهند لم يقفل مع القافلين
جاور قصدار وأكنافها ... تسفي عليه الرّيح مور الدّرين
في جدثٍ عافٍ، بمهجورةٍ ... ناءٍ عن الزّوّار والعائدين
فأصبح المجد بها ثاويًا ... بين صفًا صمٍّ وصخرٍ رزين
لله قصدارٌ وأكنافها ... أيّ فتى دنيا أجنّت ودين
قد علمت نفسي فما أمترى ... حقًّا سوى الظّنّ وقول اليقين
1 / 111