قال: إنه لأعظم قتيل بركة إن أصلح الله به بين ابني وائل. قيل: إن مهلهلًا لما قتله قال: بؤ بشسع كليب. فعند ذلك دخل الحارث في حربهم ولم يكن دخلها.
رجع الشعر
وإلاّ يكن فيها بواءٌ فإنّكم ... ستلقون يومًا سرّه غير صادر
وكنت إذا مولاك خاف ظلامةً ... دعاك ولم يعدل سواك بناصر
وقد كنت مرهوب الجنان وبيّنًا ... ومجدام سيرٍ دائبًا غير فاتر
فنعم الفتى إن كان توبة فاجرًا ... وفوق الفتى إن كان ليس بفاجر
أتته المنايا دون درعٍ حصينةٍ ... وأسمر خطّيٍّ وجرداء ضامر
فبالله تبني بيتها أمٌّ عاصمٍ ... على مثله أخرى اللّيالي الغوابر
وروت الرواة أنها زارت قبره، فجعلت تقول: يا توبة، يا توبة! ثم أقبلت على من معها بعد أن سلمت على القبر. فقالت: ما كذبني قبلها. فقيل: فيم ذاك، وما تبينا منه كذبًا. قالت لأنه قال في بعض قوله: الطويل
ولو أنّ ليلى الأخيليّة سلّمت ... عليّ ودوني تربةٌ وصفائح
لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدىً من داخل القبر صائح
قال: وهذا الكلام غاية المدح، لا لأنها جهلت حال الموتى ولكنها دلت على أنه لم تعرف منه كذبة قط حتى يعتد عليه بها ميتًا.
1 / 108