وذي حاجةٍ قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحبٌ وخليل
فأقاما دهرًا على حب عفيف، وهي السنة الجارية في العشاق الماضين من بني عذرة، وغيرهم.
وكان سبب قتل توبة أن بني عوف كانوا يطلبونه فأحسوه، وقد قدم من سفر معه عبيد الله بن الحمير، أخوه، وقابض، مولاه. وبينه وبين الحي ليلة، فأتوه طروقًا، فهرب صاحباه وأسلماه فقتل. ففي ذلك تقول ليلى: الطويل
دعا قابضًا والمرهفات تنوشه ... فقبّحت مدعوًّا ولبّيت داعيا
فليت عبيد الله حلّ محلّه ... فأودى ولم أسمع لتوبة ناعيا
وقالت: الطويل
عيني على الحزم ألا فابكي على أبن حميّر ... بدمعٍ كفيض الجدول المتفجّر
لتبك عليه من خفاجة نسوةٌ ... بماء شؤون العبرة المتحدّر
خفاجة بن عقيل.
سمعن بهيجا أوجفت فذكرنه ... وقد يبعث الأحزان طول التّذكّر
كأنّ فتى الفتيان توبة لم ينخ ... بنجدٍ ولم يطلع مع المتغوّر
ولم يرد الماء السّدام إذا بدا ... سنا الصّبح في أعقاب أخضر مدبر
السدام: الآبار القديمة المندفنة. وجمعها سدوم وقولها: سنا الصبح، السنا: من الضوء، مقصور كقول الله جل وعز: يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار. والسناء: من الشرف، ممدود.
وقولها: في أعقاب أخضر مدبر، تعني الليل، تريد بأخضر: أسود. وجعلته مدبرًا لورود الصبح.
ولم يقدع الخصم الألدّ ويملأ ال ... جفان سديفًا يوم نكباء صرصر
1 / 106