عبد المطلب كان عاملًا لعلي بن أبي طالب عليه ﵁ السلام على اليمن، فخرج إلى علي، واستخلف على صنعاء عمرو بن أراكة الثقفي. فوجه معاوية بسر بن أرطاة، أحد بني عامر بن لؤي، فقتل عمرو ابن أراكة فيمن قتل. فجزع عليه أخوه عبد الله. فقال أبوه: الطويل
لعمري لئن أتبعت عينيك ما مضى ... به الدّهر أو ساق الحمام إلى القبر
لتستنفدن ماء الشّؤون بأسره ... ولو كنت تمريهنّ من ثبج البحر
لعمري لقد أردى ابن أرطاة فارسًا ... بصنعاء كاللّيث الهزبر أبي الأجر
فقلت لعبد الله إذ حنّ باكيًا ... تعزّ، وماء العين منحدرٌ يجري
وأنشدني التوزي عن أبي زيد: إذ خن باكيًا
تبيّن فإن كان البكا ردّ هالكًا ... على أحدٍ، فاجهد بكاك على عمرو
ولا تبك ميتًا بعد ميتٍ أجنّه ... علي وعبّاسٌ وآل أبي بكر
قال أبو العباس: وكان بسر قد قتل خلقًا باليمن. يقول بعضهم: حتى أخاض الخيل في الدماء. وكان في من قتل طفلان لعبيد الله بن العباس أخذهما من الكتاب. فروي أنه قتلهما وهما يقولان: يا عم لا نعود؟ وأما الرواية الفاشية التي كأنها إجماع، فإنه أخذهما من تحت ذيل أمهما وهي امرأة من بني الحارث بن كعب، ففي ذلك تقول لما خرج بهما من عندها: مجزوء الوافر
ألا من بيّن الأخوي ... ن أمّهما هي الثّكلى
تسائل من رأى ابنيها ... وتستبغي فما تبغى
1 / 101