وتحدث عن محمد بن عباد أنه بلغه أن عبد الملك بن عمر لما مات، فخرج بسريره ليصلى عليه، صف عمر الناس خلفه ثم قام حيال صدره أو رأسه ثم قال: هكذا يقوم ولي الرجل من الرجل، ومن المرأة يقوم حيال وسطها. فلما صار إلى القبر دخل فيه وأخذ برأس ابنه حتى وضعه في اللحد. ثم قال: هكذا يصنع ولي الرجل بالرجل. ثم قام على قبره وجعل القبر بينه وبين القبلة. فلما رآه الناس قائمًا قاموا، فقال: اجلسوا، فإنما يجب القيام على أولياء الميت.
وتحدث عن مسلمة بن عثمان أن سليمان بن عبد الملك قال لعمر بن عبد العزيز: هل يكون المؤمن في حالة تنزل به المصيبة فلا فلا يألم لها؟ قال لا يا أمير المؤمنين، لا يكون أن يستوي عندك ما تحب وما تكره، أو تكون الضراء والسراء عند أحد سواء. ولكن معول المؤمن الصبر.
وقال عن عبد الله بن الأسود: لما مات عاصم بن عمر بن عبد العزيز جزع عليه أخوه عبد الله فرثاه. وأنشدني هذا الشعر الرياشي: الطويل
إن تك أحزانٌ وفائض عبرةٍ ... أثرن دمًا من داخل الجوف منقعا
تجرّعتها في عاصمٍ فاحتسبتها ... لأعظم منها ما أحتسى وتجرّعا
فليت المنايا كنّ صادفن غيره ... فعشنا جميعًا أو ذهبن بنا معا
1 / 91