ودخل عمر بن عبد العزيز على ابنه عبد الملك وكان موته بالطاعون، وكانوا يقولون: إذا مس الطاعون، وهو قرحة، فوجد لينًا طمع لصاحبه في البرء منه، وإن كان خشنًا يئس من صاحبه، فدخل عمر على ابنه فقال: دعني أمس قرحتك، فكره عبد الملك أن يمسها أبوه فيجزع، وكانت خشنةً، فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ فعلم عمر لم منعه، فقال ولم يا بني؟ فوالله لأن أقدمك فأجدك في ميزاني أحب إلي من أن تقدمني فتجدني في ميزانك. فقال: وأنا والله يا أمير المؤمنين لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب. فلمسها فقال: يا عبد الملك، الحق من ربك، فلا تكونن من الممترين. فقال. ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
وروى عبد الله بن مسلم وغيره أن خنساء دخلت على عائشة أم المؤمنين وعليها صدار من شعر، فقالت لها: يا خنساء، أتتخذين الصدار وقد نهى رسول الله ﷺ عنه؟ فقالت: يا أم المؤمنين، إن زوجي كان رجلًا متلافًا فأملقنا فقال: لو أتيت معاوية فاستعنته؟! فلقيني صخر أخي فقال:
1 / 79