وقال يحيى بن إسماعيل بن أبي المهاجر عن أبيه: استشهد ابن لأبي أمامة الحمصي فكتب عمر إلى أبي أمامة: الحمد لله على آلائه وقضائه وحسن بلائه. قد بلغني الذي ساق الله إلى عبد الله بن أبي أمامة من الشهادة. فقد عاش بحمد الله مأمونًا، وأفضى إلى الآخرة شهيدًا، وقد وصل إليكم من الله خير كثير إن شاء الله.
وقال يزيد بن عمر الكلابي: قال رجل لعمر بن عبد العزيز عند وفاة ابنه عبد الملك: الطويل
تعزّ أمير المؤمنين فإنّه ... لما قد ترى يغذى الصّغير ويولد
هل ابنك إلاّ من سلالةٍ آدمٍ ... لكلٍّ على حوض المنيّة مورد
وقال أبو البيداء الأسدي عن شيخ من أهل الحرة، أن عمر بن عبد العزيز خطب الناس بعد وفاة ابنه عبد الملك، ونهى عن البكاء عليه، وقال: إن الله جل ذكره لم يجعل لمسيء ولا لمحسن خلودًا في الدنيا، ولم يرض بما أعجب أهلها ثوابًا لأهل طاعته، ولا ببلائها عقوبةً لأهل معصيته، فكل ما فيها من محبوب متروك، وكل ما فيها من مكروه مضمحل. كتب على أهلها الفناء، وأخبر أنه يرث الأرض ومن عليها. فاتقوا الله، واعملوا ليوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا.
1 / 78