وقال أيضًا يرثيه: الكامل
أأبا دليجة من لحيّ مفردٍ ... صقعٍ من الأعداء في شوّال؟
وإذا ذكرت أبا دليجة أسبلت ... عيني فبلّ وكيفها سربالي
ومعصّبين على نواجٍ سدتهم ... مثل القسيّ ضوامرٍ برحال
وقوارصٍ بين العشيرة تتّقى ... داويتها وسملتها بسمال
لا زال ريحانٌ وفغوٌ ناضرٌ ... يجري عليك بمسبلٍ هطّال
فلنعم وفد الحيّ ينتظرونه ... ولنعم حشو الدّرع والسّربال
ولنعم مأوى المستضيف إذا دعا ... والخيل خارجةٌ من القسطال
قوله معصبين يعني ملوكًا قد عصوا بالتيجان. والنواجي: الخيل السراع. وقوله صقع من الأعداء في شوال، الصقع: المتحير الذي لا يدري أين يتوجه. يقال: صقع وصعق، وبنو تميم تقول: صعق، هي لغتهم فكأنه الذي أصابته الصاعقة فتحير لتوقع الغارة كما يتحير المتوقع الصاعقة. وقال في شوال لأنه شهر حل، ففيه يغير الناس بعضهم على بعض. فإن قال قائل: أفليس شهور الحل ثمانية، فما باله خص هذا؟ فالجواب في ذلك أنه إذا ذكر الشيء غير المقصود دخل ما كان نظيره في حكمه. قال الله ﵎: الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم. ولم يقل على ظهورهم ولم يذكر الارتفاق لأنه يعلم أن الأمر في ذلك واحد. وكذلك قوله جل وعز: سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم ولم يذكر البرد.
1 / 71