الناس، وكان رجلًا أعور دميمًا، فاتكأ على قوسه ثم قال: الكامل
نعم القتيل، إذا الرّياح تناوحت ... خلف البيوت، قتلت يا بن الأزور
أدعوته بالله ثمّ غدرته ... لو هو دعاك بذمّةٍ لم يغدر
وأومأ إلى أبي بكر، فقال أبو بكر ﵁: والله ما دعوته ولا غدرت به، ثم اتكأ متمم على سية قوسه حتى دمعت عينه العوراء، ثم أتم شعره فقال:
لا يمسك العوراء تحت ثيابه ... حلوٌ شمائله عفيف المئزر
ولنعم حشو الدّرع كنت وحاسرًا ... ولنعم مأوى الطّارق المتنوّر
فقام إليه عمر فقال: لوددت أنك رثيت أخي بما رثيت به أخاك. فقال له: يا أبا حفص، لو أعلم أن أخي صار حيث صار أخوك ما رثيته يقول: إن أخاك قتل شهيدًا. فقال عمر: ما عزاني أحد بمثل تعزيتك
وفي حديث آخر أنه رثى زيد بن الخطاب فلم يجد، فقال له عمر: لم أرك
1 / 55