al-taʿazi
التعازي
Investigator
إبراهيم محمد حسن الجمل
Publisher
نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
أبو الأرامل والأيتام ليس له ... إلاّ مراعاتهم همٌّ ولا وطر
للهاربين مصادٌ غير مطّلعٍ ... وللعفاة جنابٌ ممرعٌ خضر
من كلّ أفقٍ إليه العيس معملةٌ ... وكلّ حيٍّ على أبوابه زمر
المصاد: رأس الجبل يتحصن فيه الخائفون، كما قال أوس بن حجر: الطويل
إذا أبرز الخوف الكعاب فإنّهم ... مصادٌ لمن يأوي إليهم ومعقل
مشيّعٌ لا يفوت الذّحل صولته ... وأكرم النّاس عفوًا حين يقتدر
لا يزدهيه لغير الحقّ منطقه ... ولا تناجيه إلاّ بالتّقى الفكر
ثبتٌ على زلل الأيّام مضطلعٌ ... بالنّائبات لصعب الدّهر مقتسر
سامي الجفوني يروق الطّرف منظره ... وأطهر النّاس غيبًا حين يختبر
الحلم يصمته والعلم ينطقه ... وفي تقى الله ما يأتي وما يذر
لم تسم همّته يومًا إلى شرفٍ ... إلاّ حباه بما يسمو له الظّفر
يعطيك فوق المنى من فضل نائله ... وليس يعطيك إلاّ وهو معتذر
يزيد معروفه كبرًا ويرفعه ... أنّ الجسيم لديه منه محتقر
وليس يسعى لغير الحمد يكسبه ... وليس إلاّ من المعروف يدّخر
عفّ الضّمير رحيب الباع مضطلعٌ ... لحرمة الله والإسلام منتصر
ما انفكّ في كلّ فجٍّ من ندى يده ... للنّاس جودان: محويٌّ ومنتظر
لو هاب عن عزّةٍ أو نجدةٍ قدرٌ ... من البريّة خلقًا هابك القدر
ليبك فقدك أطراف البلاد كما ... لم يخل من نعمةٍ أسديتها قطر
وليبكك المرملون الشّعث ضمّهم ... من كلّ أوبٍ إلى أبياتك السّفر
وذات هدمين تزجي دردقًا قزمًا ... مثل الرّئال حباها البؤس والكبر
ويبكك الدّين والدّنيا لرعيهما ... والبرّ والبحر والإعسار واليسر
كفلت عترة أقوامٍ مهاجرةٍ ... عثمان جدّهم أو جدّهم عمر
وقد نصرت وقد آويت محتسبًا ... أبناء قومٍ هم آووا وهم نصروا
1 / 183