ولكن إلى أين تذهب؟
وطافت برأسها فكرة، ليست جديدة، ولكنها بدت جديدة: أروح لسميرة، لمجلة عالم الفن.
وخيل إليها أنها تتردد، وعرفت هيام لماذا تتردد، لقد أحست أن ذهابها هذه المرة لن يكون من أجل سميرة، ولا من أجل فراغ تريد أن تقضيه بأي شكل.
وتثاءبت هيام في تراخ وكسل: آه يا تعبي!
وأغمضت عينيها كأنما ستنام، ولكنها لم تنم، كانت تنظر في أعماقها وتختلس نظرة حذرة إلى العملاق الناعس في هذه الأعماق.
ترى كيف حاله؟ هل آن له أن يستيقظ؟
وتشبثت أصابعها الرفيعة بالملاءة لا تدري أهي تدفعها عنها أم تحكم أطرافها حول رأسها، لكنها أحست كأنها تتمنى شيئا.
ورفعت بقدميها الملاءة عن جسدها، ووقفت حافية على الأرض، تفرك عينيها وتهذب شعرها بأصابعها، ومشت تترنح حتى وصلت إلى المرآة فألقت نظرة على أعماقها، نظرة سريعة، وهمست للراقد الناعس في هذه الأعماق متسائلة مشفقة: ترى هل سنستريح معا من النوم؟
وارتدت ملابسها، وذهبت إلى مجلة «عالم الفن»!
لن أكون رخيصة
Unknown page