كنار خامدة وشعاع مركوم وكبريت قانئ وَإِنَّمَا دَامَت دولته لِأَنَّهُ لَا تدحضه خبث الكيد وَلَا يُفْسِدهُ مر الدهور، وَقيل إِنَّمَا صَار الذَّهَب ثمينًا لقلَّة تغيره وازدياد نضارته وَحسنه إِذا عتق وَلِأَن الْأَشْيَاء تنقص عِنْد الْمس والدفن مَا خلا الذَّهَب فَإِنَّهُ لَا ينقص الْبَتَّةَ. وَخير الدَّنَانِير الْعتْق الْحمر إِلَى الخضرة، وَزعم بعض الْأَوَائِل إِنَّمَا يمْتَحن الدِّينَار بلصوقه الشّعْر واللحية وصعوبة استمراره فيهمَا، والنبهرج من الدَّنَانِير يعْتَبر بخفته وَثقله. وَزَعَمُوا أَن خير الذَّهَب العقيان وَخير الْفضة اللجين، ومذاق الْفضة الصافية عذب، ومذاق الزُّيُوف مر صدئ، والنبهرج من الدَّرَاهِم مَا لح جرسى الطنين، وَالْفِضَّة صَافِيَة الطنين لَا يشوبها صمم وَهِي تقطع الْعَطش إِذا مسكت فِي الْفَم.
بَاب مَا يعْتَبر من الْجَوَاهِر النفيسة ومعرفتها وَقيمتهَا
زَعَمُوا أَن معرفَة جَوْهَر اللُّؤْلُؤ أَنَّك تَجِد مذاقته على ضَرْبَيْنِ: عذب المذاقة عماني، وملح المذاقة قلزمي كِلَاهُمَا يرسب فِي المَاء، والمعمول مِنْهُ تَجدهُ مر المذاق مَعَ دسومة فِيهِ وَهُوَ خَفِيف الْوَزْن يطفو على المَاء.
وَزَعَمُوا أَن اللُّؤْلُؤ إِذا كَانَ فِي بَاطِنهَا دودة فَإنَّك تجدها حارة المص واللمس
1 / 11