Tabsira
التبصرة
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ﵁: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ. فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ، أَلا وَإِنَّ الآخِرَةَ قَدِ ارْتَحَلَتْ مُقْبِلَةً أَلا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ مُدْبِرَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلا عَمَلَ.
(يَا صِحَاحَ الأَجْسَادِ كَيْفَ بَطَلْتُمْ ... لا لِعُذْرٍ عَنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ)
(لَوْ عَلِمْتُمْ أَنَّ الْبَطَالَةَ تُجْدِي ... حَسْرَةً فِي مَعَادِكُمْ وَالْمَآلِ)
(لَتَبَادَرْتُمْ إِلَى مَا يَقِيكُمْ ... مِنْ جَحِيمٍ فِي بَعْثِكُمْ وَنَكَالِ)
(إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ غُرُورٌ ... أَبَدًا تُطْمِعُ الْوَرَى فِي الْمُحَالِ)
(كَيْفَ يَهْنِيكُمُ الْقَرَارُ وَأَنْتُمْ ... بَعْدَ تَمْهِيدِكُمْ عَلَى الارْتِحَالِ)
(الْهُدَى وَاضِحٌ فَلا تَعْدِلُوا عَنْهُ ... وَلا تَسْلُكُوا سَبِيلَ الضَّلالِ)
(وَأَنِيبُوا قَبْلَ الْمَمَاتِ وَتُوبُوا ... تَسْلَمُوا فِي غَدٍ مِنَ الأَهْوَالِ)
الْكَلامُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبصارهم﴾ اعْلَمُوا أَنَّ إِطْلاقَ الْبَصَرِ سَبَبٌ لأَعْظَمِ الْفِتَنِ، وَهَذَا الْقُرْآنُ يَأْمُرُكَ بِاسْتِعْمَالِ الْحِمْيَةِ عَنْ مَا هُوَ سَبَبُ الضَّرَرِ، فَإِذَا تَعَرَّضْتَ بِالتَّخْلِيطِ فَوَقَعْتَ إِذًا فِي أَذًى، فَلَمْ تَضِجَّ مِنْ أَلِيمِ الألم.
أخبرنا إسماعيل ابن أحمد المقري، وعبيد الله بن محمد القاضي، ويحيى ابن عَلِيٍّ الْمُدَبّرُ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ حُبَابَةَ، حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن سلمة ابن أبي الطفيل، عن علي ﵇ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: " يَا عَلِيُّ إِنَّ لَكَ فِي الْجَنَّةِ كَنْزًا، وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا، فَلا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النظرة، فإن
1 / 160