133

Tabsira

التبصرة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

اسْتُلِبَ بِكَفِّ التَّمْزِيقِ، هَذَا لَحْدُهُ وَأَنْتَ غَدًا به ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ .
كَمْ نُهِيَ عَنِ الْخَطَايَا وَمَا انْتَهَى، وَكَمْ زجرته الدنيا وهو يسعى لها، هذا ركنه الْقَوِيمُ قَدْ وَهَى، وَهَا أَنْتَ فِي سَلْبِهِ ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ .
أَيْنَ مَنْ عَتَا وَظَلَمَ، وَلَقِيَ النَّاسُ مِنْهُ الأَلَمَ، اقْتَطَعَهُ الرَّدَى اقْتِطَاعَ الْجَلَمِ، فَمَا نَفَعَهُ مَا جَمَعَهُ، لا وَاللَّهِ وَلَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ عِزُّ مَنْصِبِهِ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ .
بَاتَ فِي لَحْدِهِ أَسِيرًا، لا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا نَقِيرًا، بَلْ عَادَ بِوِزْرِ ذَنْبِهِ عَقِيرًا، وَأَصْبَحَ مِنْ مَالِهِ فَقِيرًا عَلَى عِزِّ نَسَبِهِ وَكَثْرَةِ نَشَبِهِ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ .
اللذات تفنى عن قَلِيلٍ وَتَمُرُّ، وَآخِرُ الْهَوَى الْحُلْوِ مَرٌّ وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يُسِرُّ إِلا يَغُرُّ وَيَضُّرُ، ثُمَّ يَخْلُو ذُو الزَّلَلِ بِمُكْتَسَبِهِ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سوءا يجز به﴾ .
الْكِتَابُ يَحْوِي حَتَّى النَّظْرَةِ، وَالْحِسَابُ يَأْتِي عَلَى الذَّرَّةِ، وَخَاتِمَةُ كَأْسِ اللَّذَّاتِ
مُرَّةٌ، وَالأَمْرُ جَلِيٌّ لِلْفُهُومِ مَا يُشْتَبَهُ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به﴾ .
تَقُومُ فِي حَشْرِكَ ذَلِيلا، وَتَبْكِي عَلَى الذُّنُوبِ طَوِيلا، وَتَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِكَ وِزْرًا ثَقِيلا، وَالْوَيْلُ لِلْعَاصِي مِنْ قَبِيحِ مُنْقَلَبِهِ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يجز به﴾ .
يُجْمَعُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَعِيدٍ، وَيَنْقَسِمُونَ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ، فَقَوْمٌ قَدْ حَلَّ بِهِمُ الْوَعِيدُ، وَقَوْمٌ قِيَامَتُهُمْ نُزْهَةٌ وَعِيدٌ، وَكُلُّ عَامِلٍ يَغْتَرِفُ مِنْ مَشْرَبِهِ. ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ .
إِنَّمَا يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَى أَعْمَالِكَ، وَإِنَّمَا تَلْقَى غَدًا غِبَّ أَفْعَالِكَ وَقَدْ قَصَدْنَا إِصْلاحَ حَالِكَ، فَإِنْ كُنْتَ مُتَيَقِّظًا فَاعْمَلْ لِذَلِكَ وَإِنْ كُنْتَ نَائِمًا فَانْتَبِهْ ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ .

1 / 153