مولده ونشأته:
ولد اللخمي ﵀ في مدينة القيروان، وبها كانت نشأتُه (١)، ولم يذكر له تاريخ ولادة، عند من ترجم له غير أنَّ عياضًا ﵀ ذكر طول بقائه بعد أقرانه وحيازته بذلك التقدم والتفرد فعلى أقل تقدير أن يكون عمر للثمانين أو ما حولها (٢)، وكذا يستفاد من رواية ابن حجر في معجم شيوخه لكتاب الملخص لابن القابسي المتوفى سنة ٤٥٣ هـ - فقد جاءت هذه الرواية من طريق المازري عن اللخمي عن القابسي (إجازة) - فدلت إجازة القابسي على ولادة اللخمي قبل وفاة هذا العالم فما أجيز إلا حيًّا أو متحملًا فدل على ولادته قبل ذلك (٣).
وقد كان بالقيروان حتى خرج منها في الفتنة (٤) كما ذكر عياض أنه رابع أربعة فقهاء خرجوا من القيروان بعد الفتنة (٥).
وقد اختار مدينة سفاقس فظل بها حتى توفي، ومسجده وقبره بها معروفان (٦).
_________
= البحر. معجم البلدان: ٣/ ٢٢٣.
(١) هو ما يُفهم من قول عياض -في المدارك-: "القيرواني أصلًا" ومن تبعه ناقلًا عنه. انظر: المدارك: ٨/ ١٠٩، والديباج، لابن فرحون: ٢/ ١٠٤، وشجرة النور، لمخلوف: ١/ ١١٧.
(٢) المدارك: ٨/ ١٠٩، والإمام اللخمي، للدكتور محمد المصلح: ١/ ١٢٥.
(٣) المعجم المفهرس، لابن حجر، ص: ٣٩.
(٤) الفتنة يقصد بها نزوح قبائل عربية من بني هلال كانت نازلة بصعيد مصر نحو الغرب لمحاربة المعز ابن باديس صاحب القيروان المنشق عن الخليفة الفاطمي المستنصر، فحاول ابن باديس التصدي لهم وعجز عن ذلك، فهادنهم فغافلوه ودخلوا القيروان وعاثوا فيها، سنة ٤٤٩ هـ فنزح عنها كثير من أهلها. انظر: تاريخ ابن خلدون: ٦/ ٢١٠ وما بعدها، والبيان المغرب للمراكشي: ١/ ٢٤٣.
(٥) انظر: المدارك، لعياض: ٨/ ١٠٩، ترجمة ابن غرور.
(٦) معالم الإيمان: ٣/ ٢٠٠.
مقدمة / 10