ثم قال: وطريقي في كتاب (الوافي في أحاديث الفرائض) قراءتي لجميعه على حي الشيخ إسماعيل بن أحمد بن عطية النجراني، وهو يرويه بسند متصل لمصنفه العلامة الحسن بن أبي البقاء شيخ الإمام المهدي يعني أحمد بن الحسين عليه السلام ، وذلك أنه يرويه عن السيد أبي العطايا عن أبيه، عن الواثق المطهر بن محمد عن أبيه الإمام محمد بن المطهر، عن أبيه الإمام المطهر بن يحيى، عن الفقيه محمد بن أحمد بن أبي الرجال، عن الإمام أحمد بن الحسين، عن شيخه ابن أبي البقاء.
ثم قال: وطريقي في الذي أرويه من غير هذه الكتب من علمائنا الأجازة الصحيحة، انتهى .
قلت: وأجل تلامذته ولده الهادي بن إبراهيم، والإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين، وولده أحمد، ومن تلامذته عبد الله بن مسعود الحوالي، وقاسم صبرة، والباقر بن محمد.
نعم كان السيد صارم الدين مبرزا في علوم الاجتهاد جميعها، متألها، مشتغلا بخويصة نفسه، حافظا للإسناد، وإماما للزهاد والعباد، مستدركا على الأوائل، جامعا لأشتات الفضائل، مطلعا على أخبار الأوائل والأواخر، مربيا على نحارير العلماء، وله المصنفات المفيدة منها : في الفقه (هداية الأفكار)، و(الفصول) في أصول الفقه، و(التخليص على التلخيص) في علم المعاني والبيان، و(البسامة الجامعة لأخبار من قام ودعا من أئمة الآل عليهم السلام)، وله أشعار جيدة في ضبط قاعدة فروعية أو أصولية ، أو نحو ذلك ، ولم يزل مشتغلا بالدرس والتدريس والتأليف والمواظبة على المساجد والطاعات والمطالعة في جميع الأوقات، فرحمة الله عليه وسلامه وفيه من يقول شعرا في مبلغ عمره ونحوه:
وإلى الثمانين انتهى شبيبته .... قد كاد يبلغها تماما أو قد
لم يلق إلا قاريا أو مقريا .... أو كاتبا أو ساجدا في المسجد
توفي في جماد الآخر سنة أربع عشرة وتسعمائة، وقبره بجربة الروض من أعمال صنعاء مقابل مسجد السعدي من الشرق، في أكمة معروفة مشهورة ، انتهى.
Page 71