Tabaqat Zaydiyya Kubra
طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
Genres
أما أصول الفقه فروى عنه القاضي أبو القاسم السهمي أنه قال: هو عندي بمثابة الفاتحة، ووصفه مولانا الحسين بن القاسم بالاجتهاد، وكان استقراره بشهارة إماما لجامعها، مدرسا بالجامع جميع الأوقات، ويتفق له في اليوم الواحد ثمانية دروس [مع] درس وغيب، ومحله نازح عن الجامع بمسافة بعيدة، ويصلي الصلوات في الجامع، ومع ذلك فإنه كان مقتر العيش إلى الغاية وما زاده ذلك إلا كلفا بالعلم وحرصا عليه، وألف في الفنون منها (شرح الأساس) في علم الكلام، و(شرح الكافل) في أصول الفقه، وشرح (تهذيب المنطق) ، وحشى على (المفصل) وعلى (الفصول اللؤلؤية) ، وأوائل (المنهاج) لجده، و(شرح البحر) تجربة من أوساطه ونظم (الشافية) وقال في سيرة السيد مطهر: أنه قرأ أولا في شبام أياما، وكان يعيد معشره في (الأزهار) نحوا من خمسين شرفا، وكذا كان حاله في شهارة فإنه هاجر إليها في آخر أيام الإمام القاسم بن محمد، وكان قبل ذلك مسكنه كحلان تاج الدين ، وكان له صبر على الدرس في كل فن من الفنون ومع هذا فله مع الإمام المؤيد الجهاد الكبير.
قال القاضي: ثم اقتضى نظر الإمام إرساله إلى الطويلة ثم وجهه الإمام إلى مكة ، كان بينه وبين الأضاحية هنالك حرب.
قال الشريف زيد: ما رأيت أشجع منه، ثم رجع إلى تهامة فاستقر أياما فعرضت له عوارض اقتضت طلوعه إلى قلعة غمار (بغين معجمة) ، وبها توفي في رجب عام تسع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى.
Page 164