The Layers of Scholars of Ifriqiya and Tunis
طبقات علماء إفريقية وتونس
Publisher
دار الكتاب اللبناني
Publisher Location
بيروت
Genres
Biographies and Classes
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَهْرِيُّ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَهْرِيُّ، يُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ، كَانَ لَهُ سِنٌّ كَسِنِّ سُحْنُونٍ أَوْ أَكْبَرُ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: قَدْ حَدَّثَنِي عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ بِغَيْرِ شَيْءٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ ثِقَةً مُبَائِنًا لأَهْلِ الأَهْوَاءِ، لا يُسَلِّمُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: لَقَدْ قَرَأْتُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَالِمٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى سُحْنُونِ بْنِ سَعِيدٍ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَقَالَ لُه: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَعِنْدَ سُحْنُونٍ رَجُلٌ يُرْمَى بِهَوًى، وَهُوَ ابْنُ سُرَيْجٍ، فَقَالَ لَهُ: هَهُنَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اجْلِسْ، فَقَالَ لَهُ: أَنَا أَجْلِسُ عِنْدَكَ وَهَذَا عِنْدَكَ؟ ثُمَّ تَوَلَّى مُنْصَرِفًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: وَكَانَ سُحْنُونٌ إِذْ ذَاكَ قَاضِيًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، وَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ يَوْمًا: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سُحْنُونٍ مَرِيضٌ، فَهَلْ لَكَ فِي عِيَادَتِهِ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَرَى مَا أَغْتَمُّ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا أَحْمِلُ عَنْكَ الْمَئُونَةَ، فَمَضَيْتُ، فَلَمَّا كُنَّا فِي الْقُرْبِ مِنْ دَارِ مُحَمَّدِ بْنِ سُحْنُونٍ أَقْعَدْتُهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُحْنُونٍ، فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ جَمَاعَةً، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ: إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ يُرِيدُ الدُّخُولَ، وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَحْوَالَهُ، فَقَالَ لِي: وَأَيْنَ هُوَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ أَقْعَدْتُهُ فِي الْقُرْبِ، فَالْتَفَتَ إِلَى مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهُمُ: انْصَرِفُوا فِي عَافِيَةٍ، وَأَمَرَ غُلامَهُ أَنْ يَقِفَ بِالْبَابِ فَلا يَدْخُلَ أَحَدٌ.
ثُمَّ جِئْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: قُمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَجَاءَ، فَدَخَلَ وَدَخَلْتُ مَعَهُ، فَقَعَدَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ: وَمَرِضْتُ أَنَا فَجَاءَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَائِدًا، فَلَمَّا دَخَلَ مِنَ الْبَابِ، نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ قَاعِدٍ مَعِي عَلَى الْيُسْرَى، فَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ الدَّارِ، وَقَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، يَا أَبَا الرَّبِيعِ، كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ أَيُّ
1 / 123