The Layers of Scholars of Ifriqiya and Tunis

Abu al-Arab al-Tamimi d. 333 AH
103

The Layers of Scholars of Ifriqiya and Tunis

طبقات علماء إفريقية وتونس

Publisher

دار الكتاب اللبناني

Publisher Location

بيروت

أَرَادَ أَنْ يُدْخِلَ أَرْضًا لِلْعَبَّاسِ لِيُعَدِّلَ الْمَسْجِدَ، فَأَبَى الْعَبَّاسُ، وَقَالَ: أَرْضِي وَمُلْكِي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: الأَرْضُ أَرْضُ اللَّهِ، وَالْمَسْجِدُ مَسْجِدُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَحْكُمُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: تَرْضَى بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ يَحْكُمُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَسَارَا إِلَى أُبَيٍّ، فَدَقَّا عَلَيْهِ الْبَابَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ، قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ حَتَّى آتِيَكَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ الْحَاكِمَ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَلا يَأْتِي إِلَى أَحَدٍ، وَإِنِّي وَالْعَبَّاسُ تَشَاجَرْنَا فِي أَمْرٍ، وَحَكَّمْنَاكَ فِيهِ، فَادْخُلْ إِلَى دَارِكَ، فَدَخَلَ وَدَخَلا، فَخَرَجَ بِوِسَادَةٍ فَأَلْقَاهَا إِلَى عُمَرَ، فَنَبَذَهَا عُمَرُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: هَذَا أَوَّلُ جَوْرِكَ، أُقْعُدْ أَنْتَ عَلَيْهَا، فَقَعَدَ أُبَيٌّ عَلَيْهَا، وَتَكَلَّمَ عُمَرُ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُدْخِلَ أَرْضًا فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ هَذَا: إِنَّهَا لَهُ، وَإِنَّ الأَرْضَ أَرْضُ اللَّهِ، وَالْمَسْجِدَ مَسْجِدُ اللَّهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: الأَرْضُ أَرْضِي وَالدَّارُ دَارِي. فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ النَّبِيِّ: أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا فِي الأَرْضِ، فَقَالَ دَاوُدُ: يَا رَبِّ وَأَيُّ بَيْتٍ يَسَعُكَ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:. . . . . . . . . . . . . . . . . . وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَبْنِيَ لِي بَيْتًا فَأُقَدِّسُهُ، وَأُشَرِّفُهُ، وَأُعَظِّمُهُ، وَأُذْكَرُ فِيهِ، وَأَجِدُ مَنْ يَأْتِيهِ فَيُعَظِّمَنِي فِيهِ، وَيَذْكُرَنِي. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ. . . . . . . . . . . . . . لَقَدْ قَدَّسْتُهُ، وَشَرَّفْتُهُ، وَكَرَّمْتُهُ، فَارْفَعْ يَدَكَ مِنْهُ، فَبَكَى دَاوُدُ، وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: «إِنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ مَنْ يُتِمُّهُ»، فَلَمَّا أَنْ أَعْطَى اللَّهُ سُلَيْمَانَ مَا أَعْطَاهُ مِنْ مُلْكِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَمَرَهُ بِبِنَائِهِ، قَالَ: فَلَمَّا أَخَذَ فِي بِنَائِهِ، فَإِذَا بَيْتٌ لِعَجُوزٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا يَعْتَدِلُ الْمَسْجِدُ إِلا بِهِ، فَأَعْطَاهَا فِيهِ سُلَيْمَانُ عَطَاءً، فَلَمْ تَرْضَ، فَأَمْسَكَ سُلَيْمَانُ عَنِ الْبِنَاءِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ:

1 / 108