ونحن عند عميد ... قد غاب عنا البسوس
نعير كأسًا وكأسًا ... أوصى بها جالنوس
أنا وجي عروس ... والكأس أيضًا عروس
يسقي العروس عروسًا ... إحداهما الخندريس
حتى إذا ما انتشينا ... وهزّنا إبليس
رأيت أعجب شيءٍ ... منّا ونحن جلوس
هذا يقبّل هذا ... وذاك هذا يبوس
وهذا الشعر مما ينحله العامة أبا نواس. وذلك غلط، لأن العامة الحمقى قد لهجت بأن تنسب كل شعر في المجون إلى أبي نواس، وكذلك تصنع في أمر مجنون بني عامر كل شعر فيه ذكر ليلى تنسبه إلى المجنون.
وحدثني اليزيدي قال: حدَّثني أبو سلهب الشاعر قال: كان والبة بن الحباب ماجنًا خليعًا. ما يبالي ما قال ولا ما صنع. وكان منزله في آخر زقاق لا منفذ له. فكان إذا أتاه السائل يسأله، ويتركه حتى يطيل ويكثر ولا يجيبه، فإذا علم أنه قد انصرف ومشى إلى طرف الزقاق - والزقاق طويل جدًا - فتح بابه ثم ناداه، فيجيبه: لبيك لبيك، يظن أنه قد أخرج له شيئًا، ويقبل نحوه، فإذا قرب منه قال: صنع الله لك.
وحدثت أن المهدي ذكره ذات يوم فقال: ما أشعره وأملح شعره! وهو مع ذلك أديب واسع الحفظ. فقال له بعض من في مجلسه: ما يمنعك
1 / 88