[مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وما توفيقي إلا بالله الحمد لله الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، هو الذي خلق الأنام بحكمته، وفطر السماوات والأرض بقدرته، الأول بلا عديل، والآخر بلا تمثيل، والأحد بلا نظير، والقاهر بلا ظهير، ذو العظمة والملكوت، والعزة والجبروت، الحي الذي لا يموت، هو الذي لا يئوده حفظ ما ابتدأ، ولا تدبير ما برأ، جلّ عن تحديد الصفات فلا يرام بالتدبير، وخفي عن الأوهام فلا يقاس بالتفكير، لا تتصرف به الأحوال، ولا يضرب له الأمثال، له المثل الأعلى والأسماء الحسنى، أحمده حمد من شكر نعماه، ورضي في الأمور كلها قضاه، وآمن به إيمان من أخلص عبادته، واستشعر طاعته، وأتوكل عليه توكل من وثق به، وفوض أمره إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من اعترف له بالوحدانية والربوبية، وأقرّ له بالصمدانية والألوهية، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى
ورسوله المرتضى، بعثه إلى الثقلين بالدين القيم، والبرهان البيّن، بالكتاب العربي المنور، المنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب، المفضل على كل كلام، والكتاب المحفوظ من التغيير والتبديل، المصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل، المنزه قائله عن التشبيه والتجديد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، معجز التأليف والنظام، بائن عن جميع الكلام، خارج/ عن تحسين المخلوقين، تنزيل من رب العالمين، فرض فيه الفرائض، وأوضح فيه الشرائع، وأحلّ وحرّم، وأدّب وعلّم، وأنزله بأيسر الوجوه وأفصح اللغات، وأذن فيه بتغاير الألفاظ واختلاف القراءات، وجعله مهيمنا على كل كتاب أنزله قبل القرآن، ووعد من تلاه حق
1 / 17