121

ومنهم المأمون وكنيته ابو العباس واسمه عبد الله بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المنصور «8» عبد الله، وكان اوسع العباسيين علما وابعدهم غورا واعظمهم عفوا وانداهم راحة وافصحهم منطقا وقوله بالعدل مشهور، وله كتب كثيرة «1» منها كتابه «2» على المانوية وكتابه في الرد على اليهود والنصارى، وكانت حضرته مجمعا للعلماء ويجري المناظرات فيها، وروي انه لما بلغه ان الملحدة يزعمون ان أهل الاسلام قهروا بالسيف لا بالحجة فوقع الحرج عليهم جمع من كل فرقة في حضرته جماعة وأمر متكلمي الاسلام بمناظراتهم «3» ولهذا امر ان يحمل إليه يزدان «4» بخت الى بغداذ فتبين «5» للقوم ان الحجة لاهل الاسلام، بويع له بالخلافة سنة ثمان وتسعين ومائة وتوفي في رجب سنة ثماني عشرة ومائتين ببلاد الروم

ومنهم المعتصم ابو اسحاق محمد بن الرشيد، بويع له في رجب شهر موت اخيه ومات سنة سبع وعشرين ومائتين، وكان معتزليا أعجب بالاسكافي اشد الاعجاب حتى كان اذا فرغ من كلامه قال لمن حوله: من يذهب عن هذا البيان؟ وكان مشغوفا بالقاضي احمد بن ابي دواد «6» يصدر «7» عن رأيه، واخباره في الاعتزال مشهورة وهو الذي حثه على قتل الافشين وكان يدافع عنه المعتصم حتى احتال القاضي بجوار صرن إليه فعرفن المعتصم انه اغلف «8» وكان قال انه «9» اختتن وضم الى ذلك اشياء أخر فقتله وصلبه

Page 123