83

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

وبلغنا انه بلغ عظيما في تحصيل العلوم واوتي فهما ، الا انه فسد ذلك بما طبع عليه من الحسد ، وغلب عليه من حب الخوض في غمرات الدنيا ، فم فهمه ان امرأة سألته عن بيض طاهر طبخ في ماء نجس ، هل سنجس البيض ام لا ، فقال لها قفى مكانك حتى اخرج اليك ، فدخل الدار واخذ نيلجا فجعله في ماء ، وطبخ فيه بيضا حتى نضج ، فلما قشر البيضة وجد لون النيلج قد خلط الى داخل البيضة ، فعلم ان القشر لا يمنع النجس فخرج الى المرأة ، فأعلمها ان البيض غير طاهر . وبلغنا ان سعدا خرج في اثر نفاث ليتلافى أهل جبل نفوسة ، قبل استفساد نفاث نثم شرع في بناء دار مجاورة لنفاث وجعل اخوانه يحسنون عونه في البناء ، وفي اثناء ذلك لم يزل نفاث يلازم العمل معه بيده ، وكان يحسن صناعة البناء فكلما رأىذلك منه خاف توهم النفوسيين انه راض عن نفاث ، فكان يقول له بمحضر جمعهم الى متى انت مقيم على كفرك يا نفاث ؟ فقال معاذ الله من الكفر( 2) يا شيخ فاذا خلا سعد باصحابه قاله لهم ، ما كان جزاء من يحسن عوني ان اعامله بقبح من القول ، ولا ان اقابله الا يحسن عوني ان اعامله بقبح من القول ، ولا ان اقابله الا بالاكرام ، وانما خفت ان يراه معي اهل الموضع فيحسنون به الظن ويجد سبيلا الى فتنتهم .

وذكر عن نفاث انه توجه الى ارض الشرق ووصل بغداد ومكث فيها زمانا وكان يستأنس برجل من أهل بغداد ، ويجالسه وبينما هما ذات يوم جالسان ، اذ سمع نفاث مناديا ينادي فقال لصاحبه ما هذا ؟ فقال مسألة وقعت في مجلس امير المؤمنين ، فمن اجابه عنه فله سؤاله ، ومناه فقال له نفاث انا اجيب امير المؤمنين عن مسألته ، فقال له صاحبه اخشى عليك من القتل ان لم تجبه بعد تكلفك بالجواب . فقال له بل اجيبه عن كل ما سأل .

Page 84