196

Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

كان الشيخ يجل ويحترم من يتعلم العلم لله كان أبان ممن قرأ على أبي خليل وكان معه طالب آخر يعرف بابن مؤنسة، يقرآن جميعا على أبي خليل، فكان أبان متى دخل على الشيخ فوجده مضطجعا أو متكئا أو مسغشيا ثيابه انحفز واستوفز"1" وجلس ومستويا، فأخرج رأسه من ثيابه احتفالا به، واهتبالا لشأنه، وإذا دخل عليه ابن مؤنسة فوجده على أي حال كان، بقي عليه لم يتحرك، ولم يتحول استخفافا به، فكانوا على هذه الحالة الموصوفة مع كل واحد منهما، حتى قال حفيد الشيخ أو ابن أخت له: هل علمت ياشيخ أن قد تكلم فيما تقابل به كل واحد من تلاميذك؟ قال له الشيخ بالبربرية " يا مبتلى" أفطنت لهذا يا بني أن أبانا يتعلم العلم لله، وابن مؤنسة إنما يتعلم العلم ليؤذي به، ويؤذى، فكانا كما تفرس فيهما الشيخ - -رحمه الله- - وذكر أن أبانا تزوج امرأة فلما انعقد عليها نكاحها زارها في بيتها، ورام ارخاء الستر عليها هنالك، فلما وصل بيتها استأذن عليها، ففتحت الباب فقالت: من هذا؟ فقال: أنا ابان قد زوجنيك وليك، فأغلقت الباب في وجهه، وقالت: إنك وإن كنت أمينا لمحتاج إلى أمناء، قلت: ولعمرك إن هذه لمن زلات العلماء، وإن المرأة لأولى بالصواب منه لوجوه كثيرة ولم نذكر هذه الحكاية لتطلع منها( على) عورة الشيخ، بل لتعلم إنها نظرت بمرآته واستضاءت بنوره، وشملتها بركته، وكان الأولى أن يعلمها بذلك وليها، وشهود عقد النكاح، وحينئذ يحاول في أهه ما شاء، ولئن فعل فإنه لم يأت أثما ولا حاب حوبا.

Page 95