Ṭabaqāt al-mashāyikh biʾl-Maghrib li-Abī al-ʿAbbās al-Darjīnī
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
Genres
أبو عبيدة يقول: في الربيع كفاية عمن سواه وقال لما أصاب أبا عبيدة الفالج وحضر خروج الناس إلى الموسم ومضى حاجب إلى أبي عبيدة وعبد الله بن عبد العزيز ليبعثه مع الربيع إلى الموسم، قال: فأبى أبو عبيده وقال: لا أفعل فقيل له: فالمثنى بن المعرف، قال: نعم فبعث إلى المثنى في ذلك، قال: ما كنت لأفعل، أخرج مع الربيع، والربيع حاله في فضله وسنه ومعرفته على ما تعلمون! فما أشير عليكم أن تبعثوا غلاما حدثا مثلي مع الربيع، فيقال: لم نجد من نبعث إلى الموسم إلا هذا الغلام وفي الربيع كفاية عمن سواه، قال: فبلغ قوله أبا عبيدة فازداد في نفسه له محبة، وازداد عندهم بذلك رضى، قال أبو عبيدة: صدق المثنى، قال: فتوجه الربيع للناس يومئذ، قلت لأبي سفيان: وكيف لم يخرج حاجب؟ قال: لم يكن صاحب فقه، قال أبو سفيان: وسمعت أبا طاهر ذكر الربيع عند أبي عبيدة فقال: فقيهنا وإمامنا وتقينا، قال: وكان الربيع إذا سئل عن مسألة فقيل: يا أبا عمرو ممن سمعت هذه المسألة؟ فيقول: إنما حفظت الفقه عن ثلاثة، عن أبي عبيدة، وأبي نوح وضمام، هذا قول أحدهم، لم يكن يكاد يخفى عليه قول واحد منهم إلا أنه ربما اشتبه عليه قول من المسألة، قال: وقل ذلك.
Page 68