103

Tabaqat Mashayikh Bi Maghrib

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

قال وكان حوله جماعة من مزاتة فيهم مسارة بن غني وهو يومئذ رأسهم فسمع مقالة أبي يزيد وفهم المثل الذى ضربه ، فقال له: لا تظن أن الوهبية خرجوا معك فانهم في مساجدهم وانما خرجنا معك نحن نشاركك في أكل هذه الميتة ، فدع ما تحدث به نفسك والا اقتتلنا قتال كلاب الحي ، يريد بالميتة الاموال التي كانوا ينتهبونها ،ثم أنه سار يريد القاسم بالقيروان ، فكل مدينة وقرية مروا بها اخربها وسبي النساء واستباح الأموال ، كفعل نافع بن الأزرق وغيره من الخوارج ، بل قد زاد عليهم ، وكان ينكر عليه، ويقول ان هذا لهو الخروج من الدين ، ولما رأى أبو يزيد ذلك منه خشي أن يفسد عليه قلوب العامة ، فامر بقتله ليلا، فلم يعلم خبرة . فلما سمع القاسم باقبال ابي يزيد اليه بجنود لا قبل لهم بها خرج من القيروان ، يريد المهدية وخلف على القيروان واليا من قبيلة.

فلما نزل أبو يزيد على القيروان حاصرها حصارا شديدا حتى أشرف أهلها على الهلاك ،فانهب طائفة من المدينة وحاز كثيرا من اطرافها ، والقوا اليه بايديهم ، وخرجوا باجمعهم الا قاضي المدينة ،فانه انحجز في دار الامارة بأموال جسيمة فوجه اليه أبو يزيد بان يخرج فأبى أن يخرج الا عن أمان فأمنه فلما خرج شاور أبو يزيد في أمره وزراءه فقال أحدهم( وكان يكنى أبا عمارة ) ألم تعلم ما قال في كتاب كليلة ودمنه؟ قال وما الذي قال؟ قال : ( ليس شيء اروح للقلب من قتل عدو ، وان بلغ في الضعف النهاية) فامر ابو يزيد بقتله فقتل بعد أخذه بالامان ،واخذ جميع تلك الأموال.

وذكر أن عدة ما خربت من القرى على يديه في أفريقية ثلاثون ألف قرية ،وفعل في أفريقية من الفسوق والفجور والعصيان وأنواع الفساد ما لم تفعله الفراعنة ولا أحد من ملوك أهل الكفار.

Page 104