============================================================
فقال للرائي المذكور: أتعرف هذا؟ فقال: لا يا رسول الله فقال: هذا أحمد بن أبي الخير الذي لم يزل على سنتي، ولأجل هذه الكرامة كتبت الترجمة باسمه، وإلا فأبوه أعلم منه وأشهر، وكان للفقيه أحمد المذكور عدة أولاد علماء نجباء، ولهم ذرية مباركون، وكانت وفاته سنة تسع وعشرين وسبعمائة رحمه الله تعالى، ووفاة والده الفقيه أبي الخير سنة ثمانين وستمائة.
قال الفقيه سليمان العلوي: أخبرني غير واحد آنه رأى نورا يصعد من قبر الفقيه أبي الخير إلى السماء في غالب الأيام، وقال: وقبر إلى جنبه جمع كثير من العلماء والصالحين والمشايخ الغرباء، حتى صارت مقبرة مشهورة يستجاب في أثنائها الدعاء، وهي بمقبرة باب سهام من مدينة زييد نفع الله بهم أجمعين.
ابو العباس أحمد بن سالم بن عصران ين أ حد بن عبدالله بن جيران بضم الجيم وسكون الموحدة وفتح الراء، وبعد الألف نون، المعروف بالمنبهي بضم الميم وفتح النون وكسر الموحدة المشددة والهاء وآخره ياء نسب، كان فقيها عالما صالحا حسن السيرة، ذا زهد وورع، ودين متين، وعبادة ظاهرة، وكان كثير التلاوة والعزلة، خصوصا في شهر رمضان، فإنه كان لا يكلم فيه أحدا بشيء من أمور الدنيا، بل لا يزال تاليأ لكتاب الله تعالى في غالب أحواله، لم يكن أحد من أمثاله على منواله حتى توفي سنة تسع وثلائين وسبعمائة. ذكره الجندي في تاريخه، وأثنى عليه وقال: كان له من الأولاد خمسة وهم، محمد وأبو بكر والحسن وإبراهيم وعمر، كلهم كانوا فقهاء فضلاء أهل علم وعمل، رحمهم الله تعالى امين.
ابو العباس أحمد بن محمد الرديني الشريف السني كان شيخا جليل القدر مشهور الذكر صاحب أحوال وكرامات، اشتغل في بدايته بالعلم، وحصل منه طرفا صالحا، وجمع كتبا كثيرة، وكان آمرا بالمعروف
Page 84