============================================================
عذر، هو أن الموجودين من الأحياء "قد يحدث الله لهم زيادات في الخير فيكون ذكرهم بدون ذلك نقصا في حقهم. وقد رأيت جماعة من مصنفي الطبقات ذكروا جماعة من معاصريهم ثم حدث لهم بعد ذلك من الخير والعلوم والمصنفات وغير ذلك ما صار ذكرهم لهم تقصيرا في حقهم لا محالة(1)".
فرغ منه مؤلفه في ) شوال سنة 867 ه ولقي قبولا عند معاصريه بدليل تلك النسخ الخطية المتعددة منه، ويجد المطالع لديوان معاصره الشيخ أبي بكر بن عبدالله العبدروس(2) تقريظا شعريا لهذا الكتاب، ومن نسخه الخطية خطوطة جامع الزيتونة في تونس ونسخة المتحف البريطاني كتبت سنة 1110 ه ونسخة جامعة الرياض مكتوبة سنة 1284 وتسخ كثيرة من الكتاب وقفت عليها مكتبات اليمن لا مجال لذكرها هنا. وفي سنة 1321 ه قام أحد تجار الكتب في عدن هو الحاج عبادي حسن الكتبي بنشره على ورق خشبي أصفر فأتى في 196 صفحة من القطع الكبير. وهو نادر الوجود ويتميز بجودة المراجعة والتصحيح: عملنا في الكتاب: واضح مما قدمناه أن الكتاب وضع لتراجم صوفية اليمن، وليس فيه ما يخرج عن هذا المنهاج وكأن المؤلف أدرك بحسه الفطري بما سيصير إليه حال كتابه، وأنه سيكون عرضة لتلاعب النساخ على مرور الأيام وخاصة حين ينتقل إلى خارج موطنه فيكون ضبط الأعلام الواردة فيه صعبا للغاية، فكان هذا دافعا رئيسيا إلى قيامه بضبط الأعلام والأسماء الواردة فيه شية التصحيف.
وحين تصفحنا الكتاب وجدناه قد حفل بالعديد من هذه الأعلام حتى أنها تشكل معجما صغيرا، فقمنا أولا بعمل جذاذات تبين لنا مواقع تلك الأعلام من النسخة ثم ترتيبها على الأحرف الهجائية ثم نقلناها كما جاءت في الكتاب دون زيادة أو نقصان.
(1) ص40 (2) طبع بعنوان حجة السالك بالقاهرة سنة 1355 ه.
Page 8