============================================================
الفقيه الصالح عبداللطيف بن موسى المشرع، شاب نشأ في عبادة الله واشتغل بالعلم ودرس في الفقه والنحو في شبابه فتحا وبركة من الله تعالى، وله اشتغال بعلم الطب وانتفع به الناس في ذلك نفعا كثيرا، وهم الآن موجودون وكل منهم على خير من ربهم زادهم الله من فضله، وسيأي ذكر من تحقق حاله من أهل هذا البيت، أعني بني عجيل، نفع الله بهم أجمعين: أبو العباس أحمد بن أبي الخير المعروف بالصياد الشيخ الكبير، الولي الممكن المشار اليه، صاحب الأحوال العظيمة والمواهب الجسيمة، كان المذكور حنفي المذهب، كان في بدايته رجلا عاميا من جملة العوام بمدينة زبيد، فبينما هو نائم في بعض الأوقات، إذ أتاه آت فقال له: قم يا صياد فصل، ولم يكن يصلي قبل ذلك، ولا يعرف كيفية الصلاة ولا الوضوه، فقام من ساعته وتعلم الوضوء والصلاة، وعمره يومئذ عشرون سنة، وأقام كذلك أياما ثم عاد إليه ذلك الآتي في المنام أيضا وقال له: قم يا صياد فاتبعني، قال: فقمت فاذا أنا بشخص، فلما قمت تقدم بي إلى مسجد سويد يمي مسجدا بمدينة زبيد مشهور الفضل، قال: واذا في المسجد صفوف كثيرة ي صلون، وعليهم ثياب بيض وهم نور ساطع، فقال لي: توضأ وصل معهم، ف صليت معهم حتى طلع الفجر، ثم غابوا ولم أعلم أين ذهبوا، ثم صحب الفقيه ابراهيم الفشلي مقدم الذكر ولازمه وانتفع به كثيرا.
وقد تقدم في ترجمة الفقيه ابراهيم الفشلي ما يدل على ذلك نفع الله بهما، قال رحمه الله: بينا أنا ناثم في بعض الليالي، إذ سمعت مناديا ينادي: يا صياد أنت تريدنا؟ فقلت: نعم، قال: انقطع إلينا في المفازات، قال: فتركت الأهل والاولاد وانقطعت الى الله تعالى، وكان بعد ذلسك يكثر التردد من مسجد معاذ الى مسجد الفازة المتقدم ذكرهما في ترجمة الفقيه ابراهيم الفشلي. ثم انقطع الى مسجد الفازة وأقام فيه معتكفا على الصيام والقيام وكثرة الذكر مدة طويلة، يرى
Page 64