============================================================
تحصر، وأشهر من أن تذكر، ولم يزل على قدمه المبارك من التدريس ونشر العلم مع كمال العبادة والورع والزهد والتقلل من الدنيا الى حد الغاية، حتى توفي رحه الله تعالى ونفع به، يوم الثلاثاء خامس وعشرين من شهر ربيع الأول من سنة تسعين وستمائة، وذلك بعد أن صلى الظهر قائما وأخذ يكتب كتابا شفاعة لبعض المسلمين، فلما كتب بسم الله الرحمن الرحيم توفي رحمه الله، وكان آخر كلامه الله الله ثلاث مرات، وكان في حال حياته إذا أضجره الناس بكتب الشفاعات يقول: ما أظن أني أموت إلا وأنا أكتب، فكان كما قال : نفع الله به، قال الفقيه العالم أحمد بن أبي الخير: سمعت ذلك منه غير مرة وسمعه غيري، وتربته من الترب المباركة المشهورة في اليمن المقصودة للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة، ومن استجار به سلم من جميع المخاوف، بل من وصل الى قريته لم يقدر أحد أن يتعرض له بمكروه، وليس للملوك وغيرهم على أهل قريته تصرف ولا ولاية، كما في سائر القرى، كل ذلك ببركته، ولم يكن هناك قرية قبل الفقيه، بل لما سكن ذلك الموضع سكن الناس عنده، وليس لها اسم غير بيت الققيه مع كونها قرية كبيرة مشهورة نفع الله به.
وحكى الذي تولى غسله انه رأى أنوارا ساطعة وأمورا غريبة، منها أنه لم ير له عورة، الى غير ذلك من الكرامات نفع الله به وخلف من الاولاد سبعة: حمدا وابراهيم وموسى وأبا بكر واسماعيل وعيى ويجى. اشتغلوا كلهم بالعلم، وكانوا سادة أهل علم وصلاح، ولهم ذرية أخيار علماء صالحون وشهرتهم تغفي عن تفصيل أحوالهم وقد تقدم ذكر جماعة منهم في ترجمة حفيده الفقيه ابراهيم بن محمد بن موسى بن آحمد المذكون وكان للفقيه أحمد نفع الله به اخ اسمه محمد بن موسى تفقه وتوفي شابا، ومن ذريته الفقهاء المعروفون ببني المشرع من بني عجيل، منهم جماعة أخيار صالحون، منهم الفقيه موسى بن أحد المشرع من بغي عجيل أحد الفقهاء المتفننين بمدينة زبيد، ومنهم ولده الفقيه الصالح أحمد بن موسى، تفقه مدة ثم غلب عليه علم التصوف والتجرد وتبعه خلق عظيم على قدمه وتحكموا له، وله هناك حرمة وجلالة، ومنهم ولده التاني
Page 63