============================================================
ومن كراماته المستفيضة أن رجلا دلالا من أهل مدينة زبيد ظهرت بيده اليمنى عاهة عظيمة متعته عن قضاء حوائجه وأكله وشربه وغير ذلك، وعجز عنها الأطباء وغيرهم، فارتحل الى الفقيه أحمد وطلب منه زوالها وقال له: إن لم تنفعني في زوال هذه ما بقيت أحسن ظني بأحد من الصالحين، فقال: جبرني الله أنا أقدر أن أزيل ما قدر الله تعالى؟ فلم يقبل منه الرجل، وقال: لا أبرح من ههنا حتى تزول، فلما رأى ذلك، قال: هات يدك، ثم تلا عليها شيئا من القران ونفث عليها وقال له: غطها ولا تفتحها إلا في بلدك، فلعل الله تعالى أن يزيلها عنك، فلما بلغ الرجل الى بعض الطريق كشف يده فإذا بها كأن لم يكن بها شيء، وإنما أراد الفقيه بقوله : لا تكشف عنها إلا في بلدك سترا لظهور الكرامة.
ومن كراماته انه كان الفقيه والشيخ أحمد بن عواجة يبشران به قبل مولده، وكان بينهما وبين والده صحبة، وكانوا يقولون له يا فقيه موسى، يولد لك ولد يكون شس زماته، فلما ولد حضروا يوم سابعه.
ويحكى انهم أسروا اليه في أذنه وهو في المهد، فلما كبر سئل عن ذلك فقال: اوصياتي بذريتهما وهذه آيضا كرامة جليلة، وهو معرفته ما أوصى به وهو في المهد.
ومن ذلك، انه خرج ليلة ليأخذ ماء من البثر للوضوء بعد أن نام الناس، فملأ الدلو وجر الرشاء إلى آخر المدى، ولم يحد من يمسك له الرشاء ليرجع الى رأس البئر ويأخذ الدلو، قيقي متحيرا، وأبيارهم بعيدة جدا قدر أربعين باعا، واذا بشخص على رأس البثر قد أمسك له الرشاء وأفرغ له الماء في إنائه، فقال لذلك الشخص: من أتت؟ فقال له: ويخلق ما لا تعلمون ثم لم يره.
ومن ذلك، انه كان إذا دخل مكة وأراد أن يطوف، أقبل الناس عليه يقبلون يده ويتبركون به ويشتغلون به عن كل شيء، فكان يقول هم: آنتم في بيت الله تعالى ومحل كرامته، وأنسا مخلوق مثلكم فلا يزدادون إلا إقبالا عليه وملازمة له.
Page 61