============================================================
أبو إحاق ايراهيم بن محمد الملحاني كان فقيها عالما صالحا، كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مجاب الدعوة، مسكنه الدوم من جهة ملحان، وهو جبل عظيم شرقي المهجم يشتمل على قرى كثيرة ومزارع وغير ذلك، خرج من هذه الناحية جماعة من أهل العلم والصلاح، وهو بكسر الميم وسكون اللام وبعدها حاء مهملة وألف ونون كان الفقيه ابراهيم المذكور من قوم يعرفون ببني ادريس في تلك الناحية، وكان فيهم جماعة يتظاهرون بشرب الخمر فتهاهم الفقيه عن ذلك فلم ينتهوا فدعا عليهم فسلط الله عليهم الجذام ثم بعده الفناء، وكان أهل هذه القرية لا يورثون النساء شيئا فأخبرهم الفقيه عن فريضة الله تعالى في ذلك حتى رجعوا إلى الحق بيركته، ولم يزل محمود السيرة الى ان توفي رحمه الله تعالى وخلف ولدين، هما عبدالله وعلي اشتغلا بالفقه وكانا صالحين رحمهم الله تعالى أجمعين امين ابو اسحاق ابراهيم بن سبأ رجل من أهل الدملوة، كان صالحا عابدا ناسكا مذكورا بالصلاح صاحب كرامات، من ذلك ان بعض الولاة ببلده أمر بحبسه في مسجد هنالك، وترك جماعة من غلمانه يحفظوته، فطلب منهم ان يطلقوه فلم يفعلوا، فبينما هم كذلك اذ أقبلت نار عظيمة تقصدهم حتى تركوه وفروا هاربين ومضى هو في حاله، وكانت وفاته سنة عشرين وسبعمائة رحه الله تعالى بو العباس أحمد بن موسى بن علي بن عمر بن عيل الامام العالم الكبير والقطب العارف الشهير، المجمع على ولايته وفضله وجلالته وانفراده عن أقرانه وتميزه على أهل زمانه، كان رحمه الله تعالى إماما من ائمة المسلمين المنتفع بهم عليما وعملا، وكان اشتغاله بالعلم على عمه الفقيه ابراهيم المتقدم ذكره وعلى غيره، واستفاض بين الناس آنه لم يشتغل في صغره بشيء من
Page 57