============================================================
لا أعرفه على شيء مرتفع يشبه الدكة، وأناس جلوس دوته، فدخلت عليه ودنوت منه وقلت له: يا رسول الله صلى الله عليك أنه قد قرب أجلي وأريد منك أن تلبس قميصي هذا حتى امر بتكفيني فيه اذا أنا مت فعسى الله أن يقيني به حر جهم، فرآيت القميص على رسول الله ية ، ثم قام الى موضع اخر فرأيت صدره مكشوفا لا قميص عليه، فدنوت منه وعانقته وعانقني حتى وجدت خشونة شعر صدره على صدري، وجعلت فمي على فمه، وهبت آن أسأل ان يبزق في فمي وقلت له: سل الله أن يجمع بيني وبينك في الرفيق الأعلى، وهو مع ذلك يضمني الى صدره ويجيبني الى ما أسأله ويدعو لي وأنا أضمه، ثم قام الى موضع اخر وقعدت بين يديه فاقبل الي وجعل يعرض لي يشيء أهبه لامرأة كانت بين يديه، فنظرت اليها وفتحت شيئا كان في تسوب وقلت له: والله يا رسول الله ما معي إلا هذا، والذي وجدته دينارين مطوفين ودريهمات تحو عشرين درهما، فسلم ذلك اليها وانتبهت، قال وأوصيت أهلي أن يجعلوا القميص كفني وروي عنه أيضا انه قال رأيت كأني دخلت دارا فلقيت النبي قائما ومعه جاعة عرفت بعضهم وهم قيام لقيامه، وكان في الموضع سراج فقلت يا رسول الله: قال الله تعالى: ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وروينا عنك انك قلت: ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فاذا كان الله قد سامحنا في الصغيرة، وأنت صلى الله عليك تشفع لنا في الكبيرة فنحن إذا ترجو من الله الرحمة، فقال ية: كذا هو فقلت يا رسول الله صلى الله عليك، رأيت في تفسير النقاش عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ثلاثة تحت ظل العرش في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله. من هم يا رسول الله؟ فقال من فرج عن مكروب من أمتي، وأحيا سنتي، وأكثر الصلاة علي.
وكانت وفاة الفقيه المذكور سنة عشرين وأربعمائة رحه الله تعالى، وكان جده عنبة المذكور من رواة الحديث المشهورين، وهو بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة والسين المهملة واخره هاء تأنيث: 191
Page 191