188

============================================================

فقيها عارفا فاضلا صالحا مستجاب الدعاء.

ويروى أنه رأى ليلة القدر فسأل الله تعالى أن يرزقه رزقا حلالا وولدأ صالحا ويبارك له فيهم فرزقه الله نحلا كثيرا، وبارك له فيه بحيث كان يحصل منه عسلا كثيرا خارجا عن العادة بخلاف غيره، وولد له أولاد كثيرون وبورك له فيهم ويروق أنه سمع هذا الدعاء في ليلة من الليالي وذكر له عنه فضل عظيم وهو: اللهم يا منشىء الخلق بحكمته، وممسك السموات والأرض أن تزلا بقدرته، يا من ليس لأوليته إبتداء، ولا لأخريته انتهاه، يا بديع السموات والأرض، ياذا المعروف الذي لا ينكر، أسألك بأن الرحمة فيك موجودة وأن المغفرة منك معهودة، يا ولي كل ضعيف، ويا غياث كل ملهوف، يا الله يا رحمن يا رحيم ارحم غربتي في القر، واتقطاعي إليك، وكان الفقيه يستعمله لكل أمر مهم فيفرجه الله تعالى عنه.

وكاتت وفاة الفقيه المذكور سنة ست وعشرين وخمسمائة رحمه الله تعالى امين.

بو محمد عبدالله بن عمر ين آبي يكر بن اسماعيل البريهي بضم الموحدة وفتح الراء وسكون المثناة من تحت وكسر الهاء، وقد تقدم ضبط هذه التسمية في ترجمة الفقيه صالح البريهي، كان المذكور فقيها صالحا ورعا زاهدا صوفيا كاملا جمع بين الطريقين وحاز شرف المنزلتين، وكان متفننا في كثير من العلوم، وكان مبارك التدريس وله صبر عظيم على الطلبة، موصوفا بسهولة الأخلاق وعذوبة الشمايل، وله في التصوف اليد الطولى، تحكم على يده جماعة وانتفعوا به، وكان يحج بالتاس على طريق الجبال، وكان له مع العرب وقائع مشهورة ظهرت فيها كراماته وعلت كلماته.

ويروى أنه كان متى قرب من مكة أو المدينة خرج للقائه من فيهما من العلماء وغيرهم، يتبركون به ويلتمسون دعاعه، وكانت وفاته سنة آربع وستين وسبعمائة رحمه الله تعالى امين.

Page 188