============================================================
فيه عن النبي أنه قال: أحضر عبد بين يدي الله تعالى، فقال له: يا عبدي تمن علي فقال: يا رب إذا تكن العطية ناقصة أعطني على قدرك فقيل له: نعم العبد ات، فتعبب الحاضرون من ذلك، فقال الققيه اسماعيل: رجل من أصحابي قد جرى له ذلك، فسألوه من هو؟ فقال: هو ذا، وأشار بيده إلى الفقيه عبدالله بن الخطيب، فاستحى وسكت، فقال له الفقيه إسماعيل: عزمت عليك لتتكلم، فقال: نعم، كان ذلك مني ومما يحكى من كراماته، أنه كان في أيام شبابه مجاورا بالمدينة الشريفة، وكان إذا حصل عليه فاقة يقترض من رجل في السوق قدر حاجته، فإذا اجتمع عليه شيء يقول له الرجل: قد جاءني رسولك بالدراهم التي عليك، ولم يكن أرسل أحدا، ولم يزل كذلك يقترض ويقضي الله عنه على يد من شاء من عباده مدة مقامه بالمدينة، ولما كمل تهذيبه بالفقيه إسماعيل وصار ممتلئا من سر الله تعالى، رجع إلى بلده الطرية، فلم تطب له فدخل مدينة عدن وسكن مسجدا فيها يعرف به إلى الآن فتسامع به أهل عدن فقصدوه للزيارة وأكثروا التردد إليه حتى شغلوه عن الذكر والعبادة، فتعب لذلك تعبا شديدا فشكسا حاله على بعض خواصه، فقال له: سلهم شيئا من دنياهم، فجعل يسأل كل من وصل إليه شيئا من ماله على وجه القرض فيعتذرون إليه، وصاروا كلما وجد واحد منهم واحدا أخبره أن الفقيه سأله قرضا، فيقول له الآخر: وأنا كذلك فانقطعوا عن الوصول إليه فاستراح بذلك وتفرغ لعبادة ربه، وظهرت كراماته وتوالت بركاته، وكان كثيرا ما يرى النبي فيساله عن أمور مشكلة فيبينها له.
ويروى أنه لما دخل عدن وجد فيها شيخا كبيرا، كان ديوانيا وقد تاب وكبر وضعف، فكان يتعاهده ويقوم بحوائجه ويرفق به، فرآى الحق سبحانه وتعالى في المنام فقال له: سل تعط برفقك بالشيخ، فقال: إذا تكن العطية ناقصة ولكن أعطني أنت، فقال له: قد شفعتك في سعيد وذريته يعني جده سعيد المذكور أولا.
ومن كراماته ما حكاه الإمام اليافعي قال: أخبرني الشيخ محمد بن سعيد 141
Page 181