Tabaqat al-fuqahaʾ al-safiʿiyyat

Ibn Salah d. 643 AH
88

Tabaqat al-fuqahaʾ al-safiʿiyyat

طبقات الفقهاء الشافعية

Investigator

محيي الدين علي نجيب

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٢م

Publisher Location

بيروت

إِلَى الْعرَاق بسنين، فَإِنَّهُ نَاظر فِي مجْلِس الْوَزير أبي الْفضل البلعمي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مئة، وَهُوَ إِذْ ذَاك يقدم فِي الْمجْلس، ويستعظم البلعمي كَلَامه، ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مئة، وَهُوَ أوحد بَين أَصْحَابه، ثمَّ دخل الْبَصْرَة ودرس بهَا سِنِين، ثمَّ استدعي إِلَى أَصْبَهَان ونزلها سِنِين، فَلَمَّا نعي إِلَيْهِ عَمه أَبُو الطّيب علم أَن أهل أَصْبَهَان، لَا يخلونه ينْصَرف، فَخرج مِنْهَا مختفيا مِنْهُم، وَورد نيسابور فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مئة، وَهُوَ على الرُّجُوع إِلَى أَهله وَولده ومستقره من أَصْبَهَان، وَلما وردهَا جلس لمأتم عَمه أَيَّامًا ثَلَاثَة، فَكَانَ الشَّيْخ أَبُو بكر ابْن إِسْحَاق على قلَّة حركته وقعوده عَن قَضَاء الْحُقُوق يحضرهُ كل يَوْم، فيقعد مَعَه، وَكَذَلِكَ كل رَئِيس ومرؤوس وقاض ومفت من الْفَرِيقَيْنِ، فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّام العزاء عقدوا لَهُ الْمجْلس غَدَاة يَوْم للتدريس، وَبَين العشاءين للإلقاء، وَعَشِيَّة الْأَرْبَعَاء للنَّظَر، واستقرت بِهِ الدَّار، وَلم يبْق فِي الْبَلَد مُوَافق وَلَا مُخَالف إِلَّا وَهُوَ مقرّ لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم. وحضره الْمَشَايِخ مرّة بعد أُخْرَى يسألونه نقل من خلف وَرَاءه بأصبهان،

1 / 160