حَيْثُ إِن ترتيبه على الْحُرُوف يلْزم مِنْهُ أَن يَقع الْمُتَأَخر والمتقدم فِي الزَّمَان أَو الْفضل مقرونين فِي قرن، وَأَن يَقع الْمَفْضُول أَو الآخر قبل الْفَاضِل والاول، ثمَّ نظرت فَإِذا ذَلِك هَين فِي جنب مَا يحصل بترتيبه على الْحُرُوف من التَّيْسِير على أَكثر النَّاس، إِذْ الْغَالِب أَن أحدهم إِذا طلب الْوُقُوف على تَرْجَمَة وَاحِد مِنْهُم وَقد عرف اسْمه؛ لم يدر من أَي طبقَة هُوَ حَتَّى يَطْلُبهُ فِي المسمين باسمه.
إِلَى هُنَا انْتهى مَا ذكره الشَّيْخ من الْخطْبَة، وَانْقطع كَلَامه هُنَا وَهُوَ فِي أَثْنَائِهَا، وَأَنا أذكر تَمامهَا للضَّرُورَة إِلَى مَعْرفَته، لأجل بَيَان شَرط الْكتاب، وَكَيْفِيَّة ترتيبه.
فترتيبه أَن نرتبه على حُرُوف المعجم، أَولهَا: بَاب الْألف، ثمَّ الْبَاء، ثمَّ التَّاء، ثمَّ الثَّاء، ثمَّ الْجِيم ... إِلَى آخرهَا، على اصْطِلَاح أهل بِلَادنَا وَأكْثر النَّاس فِي ترتيبها، ونراعي التَّرْتِيب فِي آبَائِهِم وأجدادهم وآباء أجدادهم، فنقدم زيد بن إِبْرَاهِيم على زيد بن إِسْحَاق، لتقدم الْبَاء على السِّين، ونقدم زيد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق على زيد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْرَائِيل، لتقدم الْحَاء على الرَّاء، وَكَذَلِكَ نَفْعل فِي الْبَاقِي على هَذَا النَّحْو، وَكَذَلِكَ نقدم من كَانَ فِي
1 / 78