327

Ṭabaqāt al-fuqahāʾ al-Shāfiʿiyya

طبقات الفقهاء الشافعية

Editor

محيي الدين علي نجيب

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٢م

Publisher Location

بيروت

ثمَّ قَالَ: سَيكون بَيْننَا عتاب فِي طيه فِرَاق، تَرْجَمته بيتان:
(يَقُولُونَ زرنا واقض وَاجِب حَقنا ... وَقد أسقطت حَالي حُقُوقهم عني)
(إِذا أبصروا حَالي وَلم يأنفوا لَهَا ... وَلم يأنفوا مِنْهَا أنفت لَهُم مني)
وَقَالَ ﵀ على رَأس منبره بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة وَخمْس مئة: سَمِعت شَيْخي أَبَا بكر حكى عَن الشَّيْخ أَبَا الْقَاسِم الكركان قَالَ: فِي بداءة أَمْرِي سَمِعت هَذَا الْخَبَر: " من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه "، فَبَقيت ثَمَانِينَ سنة أَفِي بِمُقْتَضى هَذَا الحَدِيث، وَهَا أَنا أَمُوت والبقية عَليّ.
توفّي الشَّيْخ الكركان وَهُوَ ابْن تسعين سنة، فَيكون شُرُوعه وَهُوَ ابْن عشر، وَالله أعلم.
وَحكى هُوَ أَيْضا عَن الشَّيْخ الكركان قَالَ: لَو سلم لي فِي عمري - وَهُوَ تسعون سنة - مرّة وَاحِدَة قولي: الله؛ يَكْفِينِي، وَالله أعلم. وَذكره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فَقَالَ: كَانَ ذَا نباهة وجلالة فِي طَريقَة التصوف، مذكرا، مفوها، مقتدرا فِي كَلَامه على الافتنان وَالتَّصَرُّف.
وَله عِنْدِي أَبْيَات أنشدها فِي الْإِنَابَة.
وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: من جملَة كَلِمَاته اللطيفة: من كَانَ فِي الله

1 / 399