ومن متفرداته ما قاله في حديث: «خديجة خير نساء عالمها، ومريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها» 2 قد ظهر لي في هذا الحديث معنى بديع وهو أن المراد بالعالم الصنف كما هو أحد إطلاقاته فإنه يقال عالم العباد وعالم الزهاد وهكذا فالمعنى خديجة خير نساء الصنف الذي هي منه وهو صنف زوجات الأنبياء ومريم خير نساء الصنف الذي هي منه وهو صنف أمهات الأنبياء وفاطمة خير نساء الصنف الذي هي منه وهو بنات الأنبياء فاحرص على هذا الذي لم أسبق إليه فيما أعلم ينفعك في مواطن كثيرة ومن فوائده ما رأيته بخطه ونصه: اعلم أن الدرهم الموجود الآن أربع وستون حبة قمح والمثقال الموجود الآن ست وتسعون لأنه درهم ونصف والدرهم الشرعي ست وخمسون حبة قمح فهو سبعة أثمان الدرهم الموجود الآن فكل سبعة من الموجودة ثمانية من الشرعية والمثقال الشرعي خمسة أسداس المثقال الموجود لأنه درهم شرعي وثلاثة أسباعه فهو ثمانون حبة قمح وهي خمسة أسداس الستة والتسعين التي هي المثقال المتعارف، فكل خمسة مثاقيل من الموجودة الآن لستة شرعية، فاحرص على هذه الفائدة فقد بذلت الجهد في تحريرها حين وقع له درهم من ضرب الملوك السابقة هذا، ولو جمعت تحريراته وهوامشه لبلغت أسفارا، ولم يزل على سيرته الحميدة إلى أن توفي يوم الأربعاء سلخ ربيع الثاني سنة (1306) ودفن بعد ما صلي عليه في الجامع الأموي بمشهد عظيم جدا في جوار سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه في مقبرة الباب الصغير.
***
Page 28