في تسهيل مضاهاة الأمم السَّائرة، ولا سيما المزاحمة والمجاورة، كيلا تهلك الأمَّة بالحاجة لغيرها أو تضعف بالفقر؟
٢٤ - مبحث السَّعي في العمران:
هل يُترك ذلك لإهمال الحكومة المميت لعزَّة نفس السُّكان، أو لانهماكها فيه إسرافًا وتبذيرًا؟ أم تحمل على اتِّباع الاعتدال المتناسب مع الثورة العمومية؟
٢٥ - مبحث السَّعي في رفع الاستبداد:
هل يُنتظر ذلك من الحكومة ذاتها؟ أم نوال الحرية ورفع الاستبداد رفعًا لا يترك مجالًا لعودته، من وظيفة عقَلاء الأمة وسراتها؟
هذه خمسة وعشرون مبحثًا، كلٌّ منها يحتاج إلى تدقيقٍ عميق، وتفصيلٍ طويل، وتطبيق على كلِّ الأحوال والمقتضيات الخصوصية. وقد ذكرتُ هذه المباحث تذكرةً للكُتَّاب ذوي الألباب وتنشيطًا للنُّجباء على الخوض فيها بترتيب، اتِّباعًا لحكمة إتيان البيوت من أبوابها. وإني أقتصر على بعض الكلام فيما يتعلق بالمبحث الأخير منها فقط؛ أعني مبحث السَّعي في رفع الاستبداد، فأقول:
١ - الأمَّة التي لا يشعر كلُّها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحقُّ الحريّة.
٢ - الاستبداد لا يقاوَم بالشِّدة إنما يُقاوم باللين والتدرُّج.